الخزائن المكنونة في الإنسان

قال الله تعالى :

وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

وقال أيضاً

وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا

هل يخفى على أحد أن حياة كل شيء في هذا الكون مرتبطة بالغذاء؟ فالإنسان  يستهلك اللحم والعدس والملح والقمح وغير ذلك لأنها من المغذيات ، وأما بعض الحيوانات فترعى الكلأ ، والوحوش تأكل اللحم ، والطيور تلتقط الحبوب، والحشرات تتغذى من التراب.وأما المواد التي يتغذى بها النبات فهي النيتروجين والكالسيوم والأشنان والهيدروجين ، وتتغذى الأرض بالأوراق المتساقطة في موسم الخريف والعظام والروث والدم والشعر. وبالإضافة إلى ذلك فإن الطبيعة قد وضعت نظاماً رائعاً بمساعدة الأشعة الشمسية لنقل الطاقة إلى أديم الأرض الممتد على خمسة وعشرين ألف ميل طولاً وعرضاً ، وإذا وقعت الأشعة الحارة على رداء البحر ارتفع الماء كأبخرة على كواهل الرياح التي تثير سحاباً يسقى الأرض الخاشعة التي تهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج.

ولقد قال الله تعالى:

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ

وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

ويرى العلماء الروحانيون أن الأشجار أيضاً تتحدث فيما بينهما وتستهلك موادها الغذائية وتتنفس وتنمو وتنتج وتكافح من أجل الحياة ويناهض بعضها ببعض في أدق مناورة حربية وإستراتيجية حكيمة على غرار ما يفعله الإنسان.

والأرض حافلة بأعشاب بذورها أصغر من حبوب الخشخاش عشرين مرة وركبها الله تعالى بورقتين ملتصقتين ، وبأصل ينفذ في جوف الأرض ، وبساق يكون غصيناً ، وتحتفظ هذه البذور بالغذاء الذي تحتاج إليه قبل الإنبات فتفكروا يا أولي الألباب وانظروا في هذه البذور المصغرة كيف تحفظ هذه الخزانة الكبيرة من الحياة ، وإذا كان حالها كذا فكم من خزائن يحتفظ بها الإنسان كخليفة لله تعالى في أرضه


سورة الأنعام: الآية 99

سورة فاطر: الآية 9

 سورة الروم: الآية 24

سورة الزمر: الآية 21

سورة الحج: الآية 5

Published by tasawuf.co

Spiritual Teachings of Hazrat Khawaja Shamsuddin Azeemi

Leave a Reply

Discover more from Tasawuf : The Journey Within

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading